المدة التي يمكن للوالدين في فرنسا أخذها إجازة لرعاية أطفالهم المرضى.
تواجه العديد من الأسر في فرنسا مجموعة من التحديات المختلفة منها يتعلق بتكاليف المعيشة وأخرى بالعثور على وظيفة مناسبة.
ومن التحديات اليومية للعديد من الأسر في فرنسا والتي لاتختلف عن غيرها في هذا الموضوع هو مرض الأطفال.
ولاتعد عاية الأطفال أثناء المرض مجرد واجب عائلي بل ضرورة أساسية تساهم في تعزيز الصحة الجسدية والنفسية للأطفال. في فرنسا، تكتسب هذه المسؤولية أهمية كبيرة، حيث تسعى القوانين إلى دعم الوالدين العاملين الذين يحتاجون إلى التفرغ لرعاية أطفالهم المرضى.
و تتيح القوانين الفرنسية لحماية حقوق الوالدين العاملين، إمكانية أخذ إجازة لرعاية أطفالهم المرضى، لكن التفاصيل تختلف حسب الحالة.
الإجازة لرعاية طفل مريض
يحق للوالدين العاملين في فرنسا الحصول على إجازة بدون أجر لرعاية أطفالهم المرضى الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا.
ويحدد الحد الأدنى القانوني لهذه الإجازة بثلاثة أيام سنويًا، ويرتفع إلى خمسة أيام إذا كان عمر الطفل أقل من عام واحد، أو إذا كان الوالد مسؤولًا عن ثلاثة أطفال أو أكثر تحت سن 16 عامًا.
تحتاج الإجازة إلى تقديم شهادة طبية مبررة لصاحب العمل، ويمكن للوالدين، حسب الاتفاق مع صاحب العمل، استخدام جزء من إجازاتهم المدفوعة الأجر لرعاية أطفالهم.
وقد توفر بعض القطاعات والشركات تسهيلات إضافية بناءً على الاتفاقيات الجماعية.
الإجازة الطويلة في الحالات الخطرة
يمكن للوالدين في حالات الأمراض أو الإصابات الخطيرة، طلب إجازة ممتدة تصل إلى 310 أيام عمل (أي حوالي 14 شهرًا) خلال ثلاث سنوات، ويمكن تقسيم هذه الإجازة إلى فترات قصيرة أو العمل بدوام جزئي حسب الحاجة.
الدعم المالي خلال الإجازة
يمكن للوالدين رغم أن الإجازة بدون أجر لا تشمل راتبًا، التقدم للحصول على مخصص الحضور الأبوي (AJPP)، الذي يمنح بدلًا يوميًا يصل إلى 62.44 يورو (31.22 يورو لنصف يوم).
ويتيح هذا البدل للوالدين التركيز على رعاية أطفالهم المرضى دون القلق بشأن الأعباء المالية.
الإجازة في أسوأ الحالات
تمنح القوانين الفرنسية في حالة وفاة طفل، إجازة لا تقل عن 14 يومًا إذا كان الطفل أقل من 25 عامًا، و12 يومًا إذا كان أكبر. تُمدد هذه المدة إلى 14 يومًا إذا كان المتوفى أحد الوالدين.
تسعى فرنسا من خلال هذه القوانين إلى تحقيق توازن بين الالتزامات المهنية وحاجة الأسر إلى رعاية أطفالهم، مع توفير قدر من المرونة والدعم المادي للوالدين في أوقات الحاجة.
رغم التحديات التي يواجهها الوالدان في فرنسا، إلا أن أهمية رعاية الأطفال أثناء المرض تظل الأولوية الكبرى، لما لها من تأثير عميق على صحتهم وتكوينهم النفسي والاجتماعي. تحقيق التوازن بين العمل والأسرة يتطلب تعاونًا بين الحكومة، أصحاب العمل، والمجتمع.
