النرويج

كيفية الاندماج في المجتمع النرويجي كمهاجر

الإعلانات

كيفية الاندماج في المجتمع النرويجي كمهاجر.

يعتبر الانتقال إلى بلد جديد مثل النرويج حلماً لكثيرين، لكنه لا يخلو من التحديات.

وتشتهر النرويج بجمال طبيعتها وجودة الحياة المرتفعة، لكنها كذلك تُعرف بصعوبة الاندماج في مجتمعها المنغلق نوعاً ما.

 فكيف يتأقلم المهاجرون مع الحياة هناك؟ وما الذي يجعلهم يشعرون بأنهم “أكثر نرويجية”؟

نقدم في هذا التقرير، تجارب حقيقية لمهاجرين وأجانب يقيمون في النرويج، ونتعرف على الأساليب التي اتبعوها للاندماج، سواء عبر تغيير أنماطهم الاجتماعية أو تبني عادات نرويجية جديدة.

النرويج والاندماج

تُعد النرويج وفقاً لعدة دراسات واستطلاعات، من بين أصعب الدول التي يمكن للأجانب التأقلم فيها اجتماعياً، ويرجع ذلك إلى طبيعة العلاقات الباردة والمحافظة، إضافة إلى الحواجز الثقافية واللغوية.

قال 84% من المشاركين في استطلاع من المهاجرين والأجانب أنهم اضطروا لتغيير بعض سلوكياتهم أو عاداتهم لتسهيل اندماجهم في المجتمع النرويجي.

تغييرات يومية.. تبدأ من المظهر وتنتهي بالهوية

من أبرز التغيرات التي ذكرها المشاركون:

  • تعديل طريقة اللباس لتتناسب مع الطقس النرويجي القاسي، حيث يعتبر ارتداء الملابس الملائمة للبرد والمطر أمراً أساسياً.
  • اختيار اسم نرويجي أو اسم مألوف محلياً عند التقدم للوظائف لزيادة فرص القبول.
  • تعديل التصرفات الاجتماعية، مثل التحدث بهدوء، وتقليل الابتسامات أو المجاملات الزائدة، وهي أمور تُعتبر طبيعية في بعض الثقافات لكنها غير مألوفة في المجتمع النرويجي.

بين التقبل والتحدي

تقول “كاثرين”، وهي مقيمة قرب مدينة بودو شمال النرويج:

“أحببت فكرة أن أكون نرويجية أكثر، خاصة عند الذهاب في رحلات المشي لمسافات طويلة، وأصبحت أقول “هاي هاي” عندما أمر بجوار الآخرين – حتى أنني واصلت ذلك عندما عدت إلى أيرلندا!”

أما “ماري”، المقيمة من جنوب إفريقيا فتقول:

“احتضنت الثقافة النرويجية لكنني لم أتخلَّ عن شخصيتي. تعلمت التزلج وأحببت مفهوم friluftsliv (حب الطبيعة والحياة في الهواء الطلق).”

لكن على الجانب الآخر، لم تكن التجربة إيجابية للجميع.

وتقول “كاري”، أمريكية قضت عشر سنوات في النرويج:

“حاولت التحدث أقل والابتسام أقل لأتماشى مع النرويجيين، لكن ذلك جعلني أشعر بالإحباط وكأنني أفقد ذاتي.”

ويضيف “ويل”، بريطاني يعيش في النرويج منذ 9 سنوات:

“في الجامعة والعمل، شعرت بأن محاولتي لإظهار التميز كانت تُقابل بالنقد. لذا قررت تقليل جهودي لأتجنب المشاكل، لكنني لم أعد أشعر بالرضا عن نفسي.”

كيف تندمج دون أن تفقد هويتك؟

تعلمنا التجربة النرويجية أن التوازن هو المفتاح، حيث يمكنك تبني العادات الثقافية الجديدة دون أن تتخلى عن شخصيتك الأصلية. وهنا بعض النصائح لمن يفكر في الاستقرار بالنرويج:

  • تعلم اللغة النرويجية بجدية،  فهي مفتاح الاندماج الحقيقي.
  • لا تخجل من التفاعل مع السكان المحليين، حتى لو بدا الأمر صعباً في البداية.
  • حافظ على هويتك الثقافية، لكن كن مرناً في تبني الجديد.
  • شارك في الأنشطة المجتمعية مثل التزلج أو التنزه، فهذه التجارب تقربك أكثر من طبيعة الحياة هناك.

لايعد الاندماج في النرويج مستحيلاً، لكنه يتطلب وعياً، وصبراً، واستعداداً للتغيير.

وبينما تختلف التجارب، يبقى القاسم المشترك هو الرغبة في بناء حياة متوازنة ومحترمة في بلد جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى