نصائح للتعامل مع الصدمات الثقافية في بلجيكا
نصائح للتعامل مع الصدمات الثقافية في بلجيكا.
يواجه المهاجرين والمغتربون لدى الانتقال على بلد جديد من صعوبات في الاندماج في المجتمع والثقافة لهذا البلد.
ولايختلف الأمر لدى المهاجرين في بلجيكا عن غيرهم في بلدان أوروبا الغربية خاصة، حيث يجدون تغييراً كبيراً في البنية الاجتماعية والثقافة والعادات عن وطنهم الأم.
وقد يولد الاختلاف في المجتمع البلجيكي والثقافة والعادات صدمة ثقافية لدى المهاجرين في هذا البلد، مما يؤثر على حياتهم اليومية.
وتعرف الصدمة الثقافية بأنها مجموعة من المشاعر المتقلبة التي تنشأ عندما نواجه ثقافة مختلفة عما نألفه،
ويمكن أن يسهم فهم هذه الصدمة وإدارتها في تحسين تجربة العيش بالخارج.
وفيما يلي توضيح لاستراتيجيات التعامل مع الصدمة الثقافية وكيفية تطبيقها عملياً في حياة المغترب.
مراحل التكيف مع الصدمة الثقافية
يمر المهاجر والمغترب عادة بخمس مراحل للتكيف:
- مرحلة شهر العسل، ويبدو فيها كل شيء ساحراً وجديداً، والبيئة مثيرة للاهتمام.
- وتظهر في مرحلة الإحباط تحديات يومية مع زيادة الوعي بالاختلافات الثقافية، مثل صعوبات التواصل التي قد تؤدي لمشاعر الحزن والإحباط.
- ويبدأ المهاجر والمغترب في مرحلة التكيف التدريجي بفهم وتقبل طرق الحياة الجديدة والتأقلم مع العادات المحلية.
- ويشعر المهاجر والمغترب في مرحلة التكيف الكامل بأن المكان الجديد أصبح جزءًا من حياته ويفتح أفقه للاندماج الكامل.
- أما مرحلة العودة للوطن فقد يشعر المغترب فيها بالغرابة عند العودة لبلده الأم.
أبرز الاختلافات الثقافية المسببة للاحتكاك
يتسبب اختلاف التوجهات الثقافية في العمل أو التواصل في صعوبة التكيف أحياناً، وفيمايلي بعض أبرز هذه الاختلافات:
- اللوائح والقوانين ففي بعض الثقافات يكون تطبيقها يتميز بالصرامة بينما تميل أخرى إلى المرونة وبناء العلاقات.
- إدارة الوقت، حيث يختلف أهمية الالتزام بالمواعيد، مما قد يشكل صدمة للمغترب المعتاد على الانضباط.
- الفكاهة، فبينما تُستخدم في ثقافات كالبريطانية لكسر الجليد، قد تعتبر غير ملائمة أو غير ضرورية في أماكن أخرى.
- أساليب التواصل، حيث تميل بعض الثقافات للنقاش غير الرسمي الذي يفتقد للبنية الصارمة، بينما تحتاج ثقافات أخرى للوضوح والتنظيم.
استراتيجيات إدارة الصدمة الثقافية
1. استراتيجيات معرفية
- تفيد معرفة مراحل الصدمة الثقافية وأعراضها في فهم الحالة بشكل أوضح.
- ويمكن أن يساعد فهم ثقافة البلد المضيف والاطلاع على عادات سكانه على التعامل بشكل أفضل مع المواقف المربكة.
- تكوين علاقات صداقة مع السكان المحليين وتعلم اللغة يُعتبران من أهم وسائل التكيف الناجحة.
- يمثل الاطلاع على أبحاث مثل نموذج أبعاد هوفستيد الثقافية أداة لفهم اختلافات القيم الثقافية بين الشعوب.
2. استراتيجيات عاطفية
- يتطلب التكيف مع ثقافة جديدة تغيير النظرة للأمور، وبالتالي تقبل ما يحدث كفرصة للنمو.
- الحصول على دعم من الأصدقاء والعائلة سواء في بلد الإقامة أو الوطن، وتوثيق التجارب في مدونة أو دفتر يمكن أن يساعد في تخفيف الضغط العاطفي.
- كلما كان المغترب أكثر انفتاحاً وأقل انتقاداً، زادت قدرته على استيعاب ثقافة البلد الجديد بنجاح.
3. استراتيجيات جسدية
- ممارسة الأنشطة البدنية: الرياضة اليومية والاسترخاء بالنشاطات التي تعزز صحة الجسد مثل اليوجا، والتأمل تساعد في تقليل التوتر.
- تحسين بيئة المنزل: يُسهم ترتيب المكان بشكل مريح أو حتى اقتناء حيوان أليف في تعزيز الشعور بالانتماء.
- العادات الصحية: الالتزام بنمط حياة صحي من حيث النوم الجيد، وتناول غذاء متوازن، وتجنب الإفراط في الكحول.
من المحتمل أن لا يتمكن المهاجر والمغترب من تجاوز الصدمة الثقافية تماماً، وإنما من الممكن التخفيف منها من خلال استراتيجيات التكيف الفعالة مما يجعل رحلة الاستقرار في بلجيكا غنية وتنعكس إيجاباً على المسار الشخصي والمهني.